قالت له : اصمت
فغادر المكان
توجس ذعرا
وهو يركض خلف ليل
ينزل منحذر السفح
يخرج الظل عن شكله
في غياب الشمس
في ابراجها العالية
الخالية
تصرخ بومة هذا المساء
تنذر القوم
ان السماء تلعن موسم الحداد
والصمت يترجل قليلا
في صحراء لم تعد
تقوى على الرحيل
ولا مطاردة القوافل المنسية
عبر رمال تحجب
رؤية الشمس
في كشف اسرارها
والنمل موغل في الصخر
يجتهد في ملا ؤمة الوضع
والبحث عن فرص الاختباء
لا شيء يوحي
ان الارض تغادر مكانها
نحو السماء
و لا للظل شكل
يحميه من القتل
وانت يا صاحبي
تختبىء في زي النساء
تحمل اسلحة الغاضبين
وتلتقي بالوجوه
المدججة بالسلاح
واثار الجرح العربي
في كل مكان
ماذا تصنع في زمن النسيان
والعروبة تلبس ثوبها القديم
وتقدم نفسها
قربانا للايتام
جرح يخرج عن موضعه
ويبحث عن ملحه في الظلام
عدت يا صاحبي
تحمل رايات بيض
وصرخة طفل
لم يولد بعد
يتعالا النشيد الوطني
في القبور
التي لا تستاذن اصحابها
للرحيل
وشجرة الثمار الساقطة
في الحلم
تخرج الانوثة عن صمتها
ويعيد الموت
صناعة الموت
في وجوه الذين نحبهم
وفي وجوه الامهات الثكالى
باهات مبحوحة في الصدور
لا اقدر على الصمت
في عيون ترمش مرتين
ولا ترى في الافق
بشائر العودة
الى تخوم صحراء يائسة
من دفء المكان
ووحشة الغروب
على صدر امراة
لم تعد تحبل الولادة
من رحم القذائف
والصوت يسقط
مواسم الرحيل
كيف تخرج من هوس الانتظار
وانت تحلم بالنشيد العربي
لا صمت يعبر عن شكل الحرب
والوجوه تتشابه
في مراة الدرب
تتحسس البطولة
في ملاحم خاسرة
تبحث عن نفسها
في مكان ما
حول هذا الامتداد الاخير
حول ما
حيث يشتد الغضب الطويل
والصراخ يقفز كالصهيل[b]
تركض الاحاسيس المنفلة
من ضوء يعشق العتمة
يعشق الوانه الداكنة
في عيون غارقة في السبات
وفي غرف الاسئلة
تحتضر الاجوبة
على طاولة الحوار الاخير
تمتد اليك الايادي
في لوعة حارقة
لا تعد
عدد القذف
عدد الهزائم
لا تعد
هو الدف الصاعد
في طبول تدق ساعة حرب
في الساحات ارى ظلي يسقط
مع الجتث العابرة
موضع الجسر
تتصاعد الكلمات
من شفاه اتعبها الصمت
وايادي تلوح للمجهول
لذاكرة لم تستوعب
حجم القتل
نموت في اوطاننا
تحت الوسادة يكثر الحلم
ويكثر القصف
في النصف المتبقي
من عيون لا تخطىء صدقها
عندما تحمل قبورنا
خارج الوطن
الموت اهون
من حياة لا تعترف بك
الا خارج صمت الشوارع
الشاردة تفقد معنى الانتماء
لمن كان هنا بالامس
والى الذين يولدون
من جديد
في صمت مرادف للنسيان
احرق كتاب التاريخ
وارحل بعيدا عن وطن الدماء